17
الدكتور بيروز ديبائيان من الباحثين الإيرانيين المقيمين في الخارج:

شعبنا بحاجة إلى التعرّف على التراث العريق لهذه الأرض الحضارية

نظّم قسم العلاقات الدولية بجامعة رازي بالتعاون مع قسم العلوم التاريخية، والجمعية الإيرانية للتاريخ في محافظة كرمانشاه، ومركز الدراسات التاريخية (الوثائق، الأرشيف والمتحف) ندوةً علمية بعنوان:
"تحليل العلاقات بين شركة الهند الشرقية البريطانية وإيران في العصر الصفوي وآثارها الممتدة حتى اليوم"،
وذلك يوم الثلاثاء 25 من شهر فروردين، بمشاركة المحاضر الضيف الدكتور بيروز ديبائيان، الباحث في جامعة مونتريال الكندية وأحد المتخصصين الإيرانيين المقيمين في الخارج.

في بداية الجلسة، قدّم الدكتور سجاد دادفر، الأستاذ المشارك في قسم العلوم التاريخية بجامعة رازي، تعريفًا علميًا بالسيرة الذاتية للدكتور ديبائيان، متطرّقًا بإيجاز إلى تاريخ شركة الهند الشرقية البريطانية ودورها.

وقد أكّد الدكتور ديبائيان على أهمية وجود الباحثين في مجال العلوم الإنسانية، وخاصة المؤرخين، في إيران، وقال: "شعبنا بحاجة ماسّة إلى التعرّف على التراث الحضاري العريق لهذا الوطن."

تناول في محاضرته الطرق التجارية التي مرت عبر إيران منذ العصور القديمة، مثل طريق الحرير، مشيرًا إلى الأهمية الاقتصادية لإيران في نظر القوى الأجنبية. كما استخدم منهج مدرسة "أنال" لتحليل أهم التحولات في القرنين السادس عشر والسابع عشر في أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مع دراسة الهيكل الديني والثقافي لأوروبا في تلك الفترة.

كما استعرض الدكتور ديبائيان أداء شركة الهند الشرقية البريطانية كنموذج للأنظمة التجارية الحديثة الأوروبية، وقارنها بالأنظمة التجارية التقليدية الإيرانية التي اتسمت بالتنوع الديني والعرقي. وتطرّق إلى نتائج فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، والتي شكّلت نقطة انطلاق للبحرية الأوروبية باتجاه الأطلسي والهند، ما مهّد لبداية حقبة الاستعمار الأوروبي في آسيا.

أوضح المحاضر كيف سيطرت بريطانيا من خلال أسطولها البحري على مناطق مثل الصين والهند، ونهبت ثرواتها، مما ساهم في إثراء أوروبا وظهور التجارة العالمية الحديثة.

وفي السياق ذاته، عرض الدكتور ديبائيان باستخدام الخرائط والوثائق دور الاستعمار البرتغالي والهولندي والفرنسي في المحيط الهندي والخليج الفارسي، واصفًا إيّاها بأنها سبب في زعزعة الاستقرار الإقليمي.

كما تطرّق إلى الاقتصاد الصفوي، مشيرًا إلى أهمية تجارة الحرير بالنسبة للأوروبيين، والدور الكبير الذي لعبه الأرمن في هذا السياق. واعتبر سياسات الشاه إسماعيل الأول، مثل إرساء المذهب الشيعي، ومواجهة العثمانيين والأزبك، وتطوير العلاقات مع الغرب، عوامل مفصلية في تغيير مسار التاريخ الإيراني.

واختتم الدكتور ديبائيان حديثه بالإشارة إلى تأثير الطرق البحرية الجنوبية ووجود شركة الهند الشرقية في الخليج الفارسي على الحياة السياسية والاقتصادية في إيران آنذاك.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة نُقلت عبر الإنترنت أيضاً، ما أتاح الفرصة للمزيد من المهتمين للمشاركة. واختُتمت الفعالية بجلسة أسئلة وأجوبة تفاعلية أجاب فيها الدكتور ديبائيان على ا


شناسه : 20841057